أسلوب التعامل مع الطلاب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء وسيد المرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الأخوة الزملاء . . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :-
إن اتجاهكم لحمل هذه الرسالة خطوة مباركة إن شاء الله أتمنى لكم فيها التوفيق . التعليم ليس مهنة أو وظيفة رسمية تنتهي في وقت محدد بل هي رسالة أنيطت بالرسل كما قال عليه الصلاة والسلام : ( إنما بعثت معلماً ) رواه ابن ماجة ، وهي ليست مجرد نقل للعلوم والمعارف فقط ولو كانت ذلك لاستطاع الطلاب الحصول عليها من مصادر شتى دون وجود معلم .
إن التربية والتعليم عنصران متلازمان لا وجود لأحدهما دون الآخر ، فالتربية هي التعليم هن طريق القدوة الحسنة والسلوك القويم والقيم النبيلة والصفات الفاضلة ، والتعليم يستدعي بالضرورة إيصال المعلومة بالحكمة والموعظة الحسنة .
إن التربية والتعليم أمانة ورسالة ، فالتربية أمانة في عنق المربي أياً كان نوعه وموقعه وصفته نحو أبنائه وطلابه بالشكل الذي يجعل منهم أعضاء صالحين في المجتمع مع مراعاة ما قد يكون بينهم من اختلاف في القدرات العقلية والبدنية والنفسية والظروف المحيطة . والتعليم رسالة ينهض بها المعلم تجاه طلابه لتبصيرهم بأمور دينهم وربط ذلك بالحياة والبيئة المحيطة ، والمعلم الحق هو من اجتمعت فيه خصلتان حفظ الأمانة وأداء الرسالة .
إن الطبيب الذي يخطئ في تشخيص حالة مرضية واحدة يتأثر بها شخص واحد ،
كما أن المهندس الذي يخطئ في تصميم أو بناء يتأثر بذلك شخص أو مجموعة أشخاص ، أما خطأ المعلم لمرة واحدة فهو خطأ بحق جيل كامل وقد يستمر تأثير ذلك الخطأ لعدة أجيال . ومن ناحية أخرى إذا كان للعالم والطبيب والمهندس والضابط والموظف وغيرهم أن يفخر كل منهم بما حقق من إنجازات وما وصل له من مكانة فأن للمعلم أن يفخر بما أنجزه هؤلاء جميعاً لأنهم درسوا في المدرسة فالفضل بعد الله للمعلم لما وصلوا إليه .
وختاماً زملائي الأعزاء أضع بين أيديكم هذا الجهد المتواضع ويتكون من النقاط التالية : -
1- أسلوب التعامل مع الطلاب .
2- طريقة تحضير الدرس .
3- طريقة تدريس المادة العلمية وعمل الاختبارات .
4- طريقة توزيع المنهج .
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يضع في هذه الكلمات القبول ويجعل فيها الفائدة وأن يجعل
أعمالنا خالصة لوجهه الكريم .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .\
اسلوب التعامل مع الطلاب
أولاً : كيف تواجه الطلاب في الفصل لأول مرة :
إن أول لقاء بين المعلم وطلابه يعد أهم لقاء إذ أنه يطبع في نفوسهم انطباعاً خاصاً يدوم طويلاً
عن شخصية هذا المعلم الجديد الذي يقف أمامهم . فاحرص أن تعد نفسك جيداً لهذا اللقاء ، فلتكن حريصاً على مظهرك واثقاً من نفسك ، مدركاً تماماً لما تقول أو تفعل . ويمكن إيجاز ما ينبغي أن تفعله خلال هذا اللقاء بالنقاط التالية :
1- ابدأ بتعريف نفسك للطلاب : بذكر اسمك ، وحدثهم قليلاً عن شخصك وخبرتك الدراسي وما تنوي اتباعه في العمل .
2- اشرح للطلاب ما تتوقعه منهم : أي أن تعرفهم بما تود منهم أن يفعلوه ، وما يضايقك منهم فيتجنبوه ، وحاول خلال هذا اللقاء أن تضع مجموعة من القواعد والسلوك للمعاملة بين مجتمع الفصل ، ولا مانع من مشاركة الطلاب في وضعها .
3- حاول التعرف على أسماء الطلاب بسرعة قدر المستطاع : فهي نقطة مهمة في التدريس إذ أن مخاطبة الطالب باسمه تكون أجدى وأقوى أثراً .
4- ساعد الطلاب على معرفة أسماء بعضهم البعض ، ثم ساعدهم على التعرف على بعضهم البعض وذلك بأن يذكر كلاً منهم بعض المعلومات مثل الهواية والمهنة التي يتطلع للعمل بها وما إلى ذلك .
5- عرف بما سوف يفعلونه خلال الأسابيع القادمة : وذلك بتوضيح الواجبات التي سيكلفون بها وغير ذلك من الأعمال التي سيطالبون بـهـا .
6- عرف الطلاب بكيفية تقييم الأعمال والواجبات المكلفون بالقيام بها ، مع توضيح الأجزاء الأكثر أهمية وأفضل الطرق للحصول على درجات مرتفعة .
7- استخدم أول درس لاستكشاف ما لدى الطلاب من معلومات مسبقة عن الموضوع ، ثم بناء المعلومات معلومة جديدة ، ويفضل استخدام أسلوب الألغاز حتى تشجعهم استرجاع ما لديهم من معلومات .
8- توضيح المصادر العلمية للاستفادة منها : مثل الكتب الخارجية ، أو من مكتبة المدرسة بالإضافة إلى الاستفادة من الفصل الدراسي مثل تدوين النقاط المهمة وغير ذلك ، وبذلك يهتم الطلاب باقتناء المعلومات الضرورية .
9- خلال الأسبابيع الأولى : يجب أن تتفاعل بشدة تجاه أي سلوك يخل بما أرسيته من قواعد
فيتيقن الطلاب من قدرتك على التصدي للخطأ وعــدم التغاضي عنه مـع
الإشارة للمخطئ باسمه ولكن لا تقحم نفسك في نزاعات طويلة مع الطلاب ولا تتعدى العقاب المناسب .
10- إن استغلال وقت الحصة كاملاً يجنب المدرس كثيراً من المواقف المحرجة التي قد يتعرض لها فإذا أحس الطالب أن لديه وقت فراغ أو أن المعلم لا يستغل الوقت كاملاً فقد يستغله الطلاب في اللعب والفوضى أحياناً .
ثانياً : حفز الطلاب على الإصغاء والالتزام بالهدوء :
يميل الطلاب عادة إلى الانصراف عن الإصغاء لما يقوله المعلم والميل إلى الضجيج ، وحتى تستطيع مقاومة ذلك إليك النصائح التالية :
1- عند دخولك الفصل لا تفعل شيء في البداية بل اكتف بالوقوف صامتاً لمدة دقيقة أو دقيقتين حتى يسري الصمت والهدوء .
2- لا تصرخ أو ترفع صوتك عالياً لتسكت الطلاب ، إنما من الأفضل أن تبدأ المحادثة مع طالبين أو ثلاثة من الهادئين فيضطر باقي الطلاب للالتزام بالهدوء ليستمعوا إلى الحديث.
3- ضع أحد الطلاب المشاغبين في موقف حرج بإلقاء أسئلة على الطلاب المنصتين للحديث ثم اختم أحد الأسئلة بأحد المشاغبين فيشعر بالحرج ويلتزم بالهدوء .
4- الابتكار والتجديد في طريقة عرض المعلومات واستخدام الوسائل لتشويق الطلاب .
5- مكافأة الطلاب الملتزمين بالهدوء ( ولو معنوياً ) وتشجيعهم فذلك حافز لباقي الطلاب.
6- إن الضجيج الذي قد يظهر عند بداية لقاء الطلاب عادياً وليس لعدم احترامك ، ويمكن أن تقطعه سريعاً بمهارتك في التحدث وما تعرضه من شيء مثير يحفز على الإصغاء ، وألا تصر على القضاء على الضجيج منذ بدء الدرس فقد يكلفك جهداً كبيراً ، ولتلاحظ أن بعض الطلاب يفتعلون ذلك لاختبار رد فعلك ، فكلما أظهرت عدم الاكتراث فإنه يساعدك في القضاء عليه .
7- إذا كان هناك طالب بعينه يثير الضجيج أو يميل إلى مقاطعـــة الحديث
فمن الأفضل عتابه منفرداً وليس أمام مجموع الطلاب .
8- إن إحدى أسباب مقاومة الضجيج هو البحث عن أسبابه وإصلاحها وتفاديها مستقبلاً.
9- استفد من خبرات الزملاء الآخرين في علاج ما يواجهك من مشكلات .
10- وأخيراً احفظ أسماء طلابك تنجح في تعليمهم .
ثالثاُ : المساواة في معاملة الطلاب :
المساواة في معاملة الطلاب أحد الأركان الأساسية التي يجب الاهتمام بها مهما اختلفت مستوياتهم وقدراتهم وجنسياتهم ، وإليك بعض الاقتراحات التي تساعدك في هذه الناحية :
1- إتاحة الفرصة لجميع الطلاب في المشاركة في الأنشطة المختلفة أو الأسئلة ، وراجع نفسك في ذلك ما بين فترة وأخرى .
2- اجعل لسانك يتعود على ذكر أسماء الطلاب جميعاً .
3- لا تجنح إلى السخرية من أحد الطلاب أمام الآخرين .
4- أن تعكس قيم العدل والإنصاف على الطلاب أنفسهم في تعاملهم فيما بينهم .
ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أنه من الضروري رعاية الطلاب خاصة طلاب المرحلة الابتدائيـة في غير أوقات التدريس في الدخول والخروج من المدرسة وأثناء فترات الراحة بين الحصص .
رابعاً : مساعدة الطلاب ضعفاء الثقة بالنفس :
ستقابل أخي المعلم خلال حياتك التعليمية من الطلاب ما هو ضعيف الثقة بنفسه لسبب أو لآخر ، هذا يؤثر بالطبع على قدرة الطالب والاندماج في المجتمع المدرسي وربما يؤثر ذلك عليه في التحصيل والاختبارات بصرف النظر عن مستواه العلمي . وليس مطلوب منك أن تعالج هذه المشكلات النفسية ، لكنه يمكنك مساعدة مثل هؤلاء الطلاب وزيادة ثقتهم بأنفسهم إلى
حد كبير . وهذه بعض الاقتراحات لتحقيق ذلك :
1- احرص من وقت لآخر بتكليف مثل هؤلاء الطلاب بإنجاز بعض المهام البسيطة حتى يشعروا بالنجاح أمام باقي الفصل وبالتالي تزيد ثقتهم بأنفسهم .
2- لا تشعر هؤلاء الطلاب بالفشل أو التخلف فعادة ما يتميز مثل هؤلاء بالحساسية المفرطة على غيرهم من الطلاب فينبغي الحرص عند التصحيح أو المشاركة .
3- اكتشاف مواطن القوة لديهم : مثل حسن الخط أو المهارة اليدوية أو حسن الإنصات وإبرازها يساعدهم تدريجياً على زيادة ثقتهم بأنفسهم .
4- حث الطلاب على الاعتزاز بالنفس باعتباره خاصية مهمة في الحياة الدراسية والعملية فيما بعد ، مع توضيح أن معظم الناس تضعف ثقتهم بأنفسهم أحياناً .
5- شجع الطلاب على تقبل ضعفهم ، وأنه هذا الضعف لا يعني أنه سيستمر معهم .
ليس كل المطلوب من المعلم المثالي أن يجيد التدريس لطلابه فقط ، لكنه مكلف على المستوى الإنساني أن يجيد التعامل مع طلابه ويكسب ثقتهم ويتعامل مع مشكلاتهم بحكمة حتى يكون مربياً فاضلاً .
طريقة تحضير الدرس
من المعلوم أن أي عمل من الأعمال يرغب صاحبه في انجاحه لابد أن يخطط له تخطيطاً جيداً ومسبقاً من جميع الجوانب .
والتخطيط أسلوب تنظيمي يهدف إلى حسن الاستخدام لانجاز عمل ما يحقق الأهداف المرسومة خلال فترة معينة ، وهو أساس لإنجاز أي عمل أو مشروع بقصد نجاحه ، سواء كان صغيراً أو كبيراً . إن التخطيط للتدريس أو التحضير يمثل منهجاً وأسلوباً يحقق الارتقاء بعملية التعلم ، ويعين المعلم على مواجهة المواقف التعليمية والتغلب على صعوباتها بثقة وروح عالية ، كما يعينه في تنظيم ما يقوم به من مجهود من أجل مصلحة الطلاب لاستيعاب الدرس وفهم عناصره .
وتبدو أهمية التخطيط للتدريس في أنه :
1- يجعل عمل المعلم منظماً .
2- يجعل أداء المعلم بعيداً عن الارتجال والعشوائية .
3- يقوم المعلم إلى تنظيم عناصر الدرس وشرحها وتوضيحها بطريقة منظمة وميسرة .
4- يجعل المعلم مدركاً للصعوبات والمشكلات التي تواجهه أثناء الدرس ، وبالتالي يعم على تلافيها والحذر منها .
5- يجعل المعلم يتجدد باستمرار .
ويتساوى المعلم القديم مع المعلم المبتدئ أو الجديـد في التهيئة والإعداد للتدريس وإدراك أهمية التحضير المسبق للدرس ، ولا يمكن الإدعاء بأن المعلمين القدامى لايحتاجون إلى تخطيط ( تحضير ) وإعداد للتدريس بحكم خبراتهم وسنوات خدمتهم في التدريس ، لأن التدريس نفسه مادة متجددة تتطلب الاطلاع المستمر والقراءة المتواصلة والتهيئة الكافية لمختلف الظروف والصعوبات الطارئة التي قد يواجهها المعلم أثناء درسه .
أنواع التخطيط للتدريس :
التخطيط للتدريس أو التحضير ينقسم إلى نوعين رئيسيين هما : التخطيط الذهني والتخطيط الكتابي .
التخطيط الذهني :
يعطي تصوراً مسبقاً عن كيفية التخطيط الكتابي ؛ فهو إذن يسبق التحضير الكتابي للدروس ، وخلال التحضير الذهني سوف يفكر المعلم في الأهداف السوكية المطلوبة للدرس ، وفي طريقة وأسلوب استراتيجية التدريس المناسبة للدرس .
والتخطيط الكتابي :
وهو ما يكتبه المعلم في دفتر التحضير ، وله عدة أنواع :
1- التخطيط السنوي .
2- التخطيط الفصلي .
3- التخطيط الشهري .
4- التخطيط الأسبوعي .
5- التخطيط اليومي .
والتخطيط اليومي يجعل المعلم مدركاً لما سوف يعطيه من موضوعات أولاً بأول ، عارفاً بما له وما عليه تجاه دروسه ، ويمكنه أن يحذف أو يضيف في ضوء المستجدات والأحداث الطارئة التي يستفيد منها في إعطاء دروسه .
والتخطيط الكتابي يكون في دفتر تحضير الدروس ، لذلك ينبغي تدوين ما يلي فيه :
1- في بداية الدفتر تكتب الأهداف العامة للمقرر، وكذلك خطة توزيع موضوعات المقرر.
2- كتابة المكونات الروتينية والفنية والمشتملة على :
عنوان الدرس ، اسم الفصل ، الحصة ، اليوم التاريخ ، الأهداف الخاصة ، الوسائل التعليمية ، التقويم والمفاهيم الأساسية للدروس وكيفية عرضها .
وأهم ما يكتب في دفتر التحضير هي الأهداف الخاصة , , لأنها هي التي تحدد للمعلم طريقة وأسلوب واستراتيجية التدريس التي سوف يتبعها في درسه .
ويطلق على الأهداف الخاصة اسم الأهداف الأدائية أو الأهداف الإجرائية أو الأهداف السلوكية أو الأهداف القابلة للقياس . وهي تشير إلى نوع الأهداف التي يمكن ملاحظتها ووصفها وقياسها لأنها أهداف ظاهرة ملموسة يمكن رؤيتها في سلوك المتعلمين ، وهي التي تحدد لنا التصور المحدد للتوقعات المصاغة في قالب سلوكي قابل للقياس .
لذلك لابد من صياغة هذه الأهداف بدقة وإحكام بحيث ترى آثارها في نهاية الدرس ومن ثم يمكن قياسها
ومن الأخطاء الشائعة في صياغة الأهداف الخاصة :
1- عدم وصف النتائج المتوقعة والمطلوبة .
2- عدم الدقة في التغيير المراد إحداثه .
3- عدم تجزئة الأهداف إلى عناصرها الدقيقة .
ولكي يتجنب المعلم ذلك عليه اتباع القواعد التالية :
1- أن تكون عبارة الهدف مشتملة على العناصر التالية :
أن + الفعل السلوكي + مصطلح المادة + معيار الأداء + شروط الأداء .
2- الابتعاد عن صياغة أهداف لا يمكن قياسها .
3- الابتعاد عن صياغة الكلمات المبهمة أو النسبية التي يختلف الناس في فهم معناها .
4- تحديد السلوك النهائي المنتظر بدقة .
5- تحديد الظروف الهامة أو الشروط المطلوبة أو الطريقة التي يتوقع أن يحدث فيها السلوك
6- تحديد معايير الأداء المقبول .
7- صياغة الهدف بشكل مبسط بعيد عن التعقيد .
8- تجزئة الأهداف بحيث يكون لكل هدف تعليمي ناتج تعليمي واحد .
9- صياغة الأهداف صياغة إجرائية ، أي يمكن قياسها وذلك لمعرفة ماذا تحقق أو لم يتحقق.
وبالرغم من أهمية تلك العناصر الرئيسية وأنها ضرورية لجعل الأهداف أكثر دقة وأكثر وضوحاً وأكثر تحديداً إلا أن ليس من الضروري أن يشتمل الهدف على هذه النواحي كلها ، ذلك أن بعض الأهداف لا يحتاج أو لا يحتمل بعضاً منها 0ويستطيع المعلم أن يتأكد من بلوغ الهدف الذي وضعه إذا استطاع شخص كفء آخر أن ينتقي الناجحين الذين بلغوا الهدف واتفق هذا مع انتقاء المعلم الذي وضع الهدف .
طريقة التدريس واعداد الاختبارات
في الآونة الأخيرة تطورت طرق التدريس تطوراً كبيراً خاصة في المواد العلمية ، فاختفت في كثير من الدول المتقدمة طرق التدريس التقليدية التي تعتمد على الحفظ والتلقين والترديد ، فأصبح للطالب دور إيجابي في التوصل بنفسه للفكرة أو المعلومة المراد تعريفه بها من خلال مايعرضه عليه المعلم من مشاهدات واستكشافات وتجارب تحثهم على التفكير والبحث والاستنتاج . وإذا كان أو شروط المدرس الناجح أن يكون فاهماً لمادته متمكناً منها فهو ليس كافياً لتحقيق ذلك فالتدريس الجيد له أصوله ، وطرقه الخاصة شأنه شأن أي مجال آخر .
ومهما كانت طريقة التدريس المستخدمة فإنها لا بد أن تأخذ في الاعتبار ما يلي :
1- التدرج من المعلوم إلى المجهول .
2- الانتقال من السهل إلى الصعب .
3- التدرج من البسيط إلى المعقد .
4- التدرج من المحسوس إلى المجرد .
5- التدرج من الجزئيات إلى الكليات .
أنواع طرق التدريس
هناك أنواع كثيرة من طرق التدريس وكل طريقة لها مزاياها وعيوبها ، وقد تفيد طريقة ما في مادة معينة ، أو طلاب مرحلة بذاتها ، ويمكن استخدام أكثر من طريقة أو المزج بين طريقتين أو أكثر ، وذلك يعتمد على الدرس نفسه والطلاب .
ومن أهم طرق التدريس الشائعة ما يلي :-
طريقة الإلقاء
يكون المعلم هو الأساس في هذه الطريقة حيث يلقن المعلومات للطلاب دون إشراكهم أو الاهتمام بفعاليتهم ، وهذه الطريقة تكون مفيدة في بعض الأحيان وفي المراحل الدراسية العليا ( خاصة الجامعية ) وفي حالة كثرة عدد الطلاب وطول المقررات الدراسية لنقل معلومات غير متوفرة في المقررات، ويجب أن يكون المعلم ماهراً في حديثه ، ويجدر به استخدامتكنولوجيا التعليم لحفز الطلاب وتشويقهم .
ومن عيوب هذه الطريقة :
1- تجعل الطالب في موقف سلبي لعدم مشاركته ، فيميل للخمول والكسل .
2- لا يستطيع جميع الطلاب متابعة المعلم لوقت طويل .
3- لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب فالمعلومات تصل للطالب في وقت واحد .
طريقة المناقشة الجماعية
هذه الطريقة يوجه المعلم طلابه إلى دراسة الموضوع في البيت ثم تقسيمهم إلى مجموعات خلال زمن الحصة وتقوم كل مجموعة على حدة بمناقشة أبعاد الموضوع المختلفة ويكون المعلم مرشداً وموجهاً .
من إيجابيات هذه الطريقة أن يتعود الطالب الاعتماد على النفس والبحث قبل الحصة الدراسية ؛ ومن عيوبها أنها قد لا يستفيد منها جميع الطلب خاصة في المجالات العلمية .
طريقة الاستقراء
في هذه الطريقة يتوصل الطلاب إلى الحقائق والأحكام العامة واستنتاجها من خلال الأمثلة . ومن إيجابيات هذه الطريقة أنها تساعد على إثارة تفكير الطلاب ومشاركتهم الفعالة ، كما تساعد على البحث والاستنتاج ؛ ومن عيوبها أنها لا تتناسب مع بعض الأعمار والمستويات الصغيرة من الطلاب الذين ليس لديهم القدرة على الاستنتاج أو الوصول إلى القوانين .
طريقة القياس
هذه الطريقة عكس الاستقراء تماماً حيث يقوم الطالب بتطبيق القاعدة والقوانين على المواقف المشابهة لها والتي تنطبق عليها .تتميز هذه الطريقة بالسرعة والسهولة وعدم تكليف الطلاب مشقة التفكير .
طريقة الوحدات
تنادي هذه الطريقة بوحدة الموضوع وعدم تجزئته وتناسب هذه الطريقة في حالة المدارس الابتدائية والمتوسطة وتتعثر في المدارس الثانوية أو المعاهد والكليات بسبب تزايد المعلومات مما يضطر الطالب لدراستها مجزأة .
طريقة التعليم المبرمج
تقوم هذه الطريقة على تجزئة الدرس أو الموضوع الواحد إلى أجزاء أو أقسام وذلك تحقيقاً لهدف تربوي معين . ومن أهم مزايا هذه الطريقة :
1- يتعود الطالب على المشاركة والتفاعل مع الدرس .
2- مراعاة الفروق الفردية فهذا التعليم يسمى بالتعليم الفردي ، يراعى قدرات المتعلمين .
3- إثارة اهتمام الطلاب ، بسبب بحثهم عن الإجابة من أجل الانتقال إلى جزء آخر من الدرس .
4- يحقق هذا النوع من التعليم مبدأ الثواب والعقاب ، حيث يثاب الطالب عند الإجابة الصحيحة بالانتقال للجزء التالي ، ويعاقب بإعادته للجزء السابق مرة أخرى .
ولا يعني سرد هذه الطرق فقط أنه لا يوجد سواها أو أنها الأفضل بل قد تكون طريقة ما مناسبة في دراسة موضوع أو مرحلة معينة ، وهي نفسها غير مناسبة في موضوع أو مرحلة أخرى ، كما أنه قد يوجد غير ما هو أفضل منها ، وقد يجمع المعلم بين طريقتين أو أكثر متى رأى ذلك مناسباً .
كما أن ذكر مزايا البعض منها وعيوب الأخرى لا يعني تفضيل أحداها على الأخرى ، والمعلم الناصح هو الذي يستفيد من مزايا كلا منها وتلافي عيوب الأخرى حتى يصل إلى أفضل النتائج .
الاختبارات
إن وضع الامتحانات التحريرية إحدى المهام التي يجب أن يجيدها المعلم لاختبار مستوى طلابه وقدرتهم على الفهم والاستيعاب ، وهذا يساعد الطالب على الترتيب المنطقي المرتب وتمرنه على تركيز انتباهه في موضوع بعينه ومعالجته من شتى نواحيه .
ولوضع اختبار جيد يجب الالتزام بعدة أمور ، وهذه تشمل :
1- أن تشتمل الأسئلة على أكبر قدر ممكن من المقرر الدراسي ، فمن الخطأ أن تنحصر الأسئلة في فصل أو فصلين من فصول المادة وترك البقية دون التعرض لها ، فقد ينال الطالب درجة ممتازة لأنه ركز على هذه الفصول ، وينال غيره درجة أقل بسبب عدم التركيز عليها وقد يكون الثاني أفضل مستوى وأكثر جداً من الأول .
2- أن تتدرج الأسئلة من السهولة إلى الصعوبة بحيث تناسب المستويات المتجانسة للطلاب
3- أن تتناول الأسئلة قياس قدرات عقلية شتى كالذاكرة ، والقدرة على التحليل ، وتحوي أسئلة تتطلب أعمال الذهن والربط والمقارنة وغيرها التي تطلعنا على مدى استعداد الطالب للتفكير المنطقي السليم ، وحظه من النقد والتحليل .
4- أن تتناول الأسئلة العناصر الأساسية المهمة للمادة ، والابتعاد عن تصيد النقاط التافهة ، أو تقصي العناصر الشديدة التعقيد المعجزة ، فالاختبار وسيلة لقياس مستوى فهم الطلاب وليس التعجيز .
5- أن تتناسب مع مستوى أعمار الطلاب وقدراتهم العقلية بوجه عام .
6- أن تكون كمية الأسئلة متناسبة مع الوقت المحدد للإجابة مع وجـود وقت كاف للمراجعة .
ولابد من الالتزام بنظام معين لتقدير الدرجات وذلك بوضع نماذج للإجابة عند
التصحيح . وخلال الامتحان لابد أن تكون مطمئناً مهدئاً لا مفزعاً بالقدر الكافي ،
مع تزويد الطلاب بورق إجابة كافي ، ولابد للاستعداد لحل أي مشكلة تظهر بالنسبة لوضع الامتحان .
طريقة توزيع المنهج :
قبل البدء في توزيع المنهج لابد لك أخي المعلم أن تكون قد أعددت خطة لما سوف تعمله في هذا المقرر أو ذاك
والخطة الدراسية نوعان :
1- خطة طويلة المدى بحيث تغطي المقرر الدراسي بأكمله .
2- خطة قصيرة المدى تتناول فترة قصيرة في درس واحد ، أو وحدة تعليمية قصيرة .
فالخطة تعطي المعلم رؤية شاملة لسير العملية التعليمية في ضوء الأهداف العامة للمقرر الدراسي ، وبالتالي يسهل تحقيق الأهداف العامة للمقرر . وليس الهدف من الخطة الدراسية تفصيلاً دقيقاً ، بل المقصود منها أن تتضمن الخطوط العريضة لسير المقرر الدراسي .وبعد ذلك عليك بدراسة الأهداف العامة للمقرر ، إذا كانت مذكورة في كتاب المعلم أو غيره ، وإذا لم تتوفر هذه الأهداف كما يحدث غالباً ، فلا بد من صياغة أهدافاً تعليمية لهذا المقرر لتتعرف على جوانبه المختلفة وعلاقة ذلك المحتوى بما سبق أن درسه الطلاب وما سوف يدرسونه مستقبلاً .
وقد يكون من المفيد أحياناً أن تقسم المقرر الدراسي إلى وحدات أو موضوعات يتميز كلاً منها بتجانس مكوناته خاصة في المراحل العليا فوق الابتدائية . وينبغي التأكيد على أنه لا ينبغي تنفيذ خطة توزيع المنهج بصورة جامدة ، وكثيراً ما يكون هناك شكوى من المعلمين من أن الفترة الزمنية لمقرر دراسي محدد لا تكفي لتغطية محتوى هذا المقرر وهذا يعود إلى أن بعض المعلمين يعتبرون أن الهدف من التعليم هو دراسة محتوى الكتاب المدرسي
فقط بجميع فصوله ، وهذا تصور خاطئ ، لأن الكتاب المدرسي هو وسيلة لتحقيق أهداف معينة ، والواجب عدم التركيز على الوسائل ونسيان الأهداف والغايات وهناك بعض الأجزاء في المقرر خاصة التمارين نجد أنه يوجد مجموعة من التمارين تعالج الفكرة نفسها فلا يلزم المرور عليها جميعاً أو حلها بل يكتفي بالإشارة إليها ، فيتعرض للتمارين التي تعالج أفكاراً جديدة ، ويكلف الطلاب ببعضها كواجب منزلي . وعلى المعلم عند قيامه بتوزيع المنهج أن يأخذ عدد الحصص الفعلية في الفصل الدراسي بحيث لا يطغى جانب من المقرر على حساب جانب آخر فيفاجأ المعلم بأنه لم ينجز شيئاً ، فلا بد أن يتناسب مع الزمن إيجاز موضوع معين مع ما خصص له في توزيع المنهج وحجمه من المقرر الدراسي ككل .وهناك جانب آخر لا يقل أهمية عما سبق وهو قيام بعض المعلمين بتخصيص حصص الأسبوع أو الأسبوعين الآخرين في الفصل الدراسي لمراجعة المادة وهذا غير مفيد على كل حال فقد يكون على حساب بعض أجزاء المقرر بحيث لا تأخذ القدر الكافي من الحصص المخصصة لها . إذا كان لابد من مراجعة بعض أجزاء أو فصول المقرر فيفضل أن تكون أثناء الفصل الدراسي، فقد تكون في نهاية فصل معين .
وحتى يكون في طريقة توزيع المنهج بعض المرونة بالنسبة لك أن تخصص لكل أسبوع الدروس التي تستطيع إنجازها فيه دون ذكر عدد الحصص بالتفصيل .
وحتى يكون في طريقة توزيع المنهج بعض المرونة بالنسبة لك أن تخصص لكل أسبوع الدروس التي تستطيع إنجازها فيه دون ذكر عدد الحصص بالتفصيل .
وختاماً . . نتمنى من الله العلي القدير التوفيق لنا جميعاً ،،،
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .