هو أبو زيد أو أبو محمد أسامة بن زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي .
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحبّه وابن حبّه ، ولم يعرف غير الإسلام ، لأنه ولد بعد البعثة ، وعاش في كنف النبي عليه الصلاة والسلام .
قال أسامة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن بن علي على فخذه اليسرى ، ثم يضمنا ، ثم يقول : ( اللهم إنّي ارحمهما فارحمهما ) وفي رواية : ( اللهم أنّي أحبهما فأحبهما ) .
حمله أبوه زيد إلى المدينة مع أمه أم أيمن بعد الهجرة النبوية إليها ، إذ بعثه الرسول مع مولاه أبي رافع لإحضار من خلف في مكة من أهله ، ورده الرسول في غزوة أحد لصغر سنه
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز يعطيه سلاحه ، أو يعطي سلاحه عليا رضي الله عنهما .
لمّا استشاره النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك ، أثنى على أم المؤمنين عائشة خيرا ، وقال : يا رسول الله أهلك ، وما نعلم منهم إلاّ خيرا ، وهذا الكذب والباطل .
كان يردفه الرسول صلى الله عليه وسلم على دابته .
خرج مع سرية بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حيّ من جهينة يقال له : ( الحرقة ) وكان ممن ثبت مع الرسول في حنين .
كان كثير البر بأمه ، ما تطلب منه شيئا يستطيعه إلاّأحضره لها .
قال أسامة : لمّا قتل أبي ( أي زيد ) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني دمعت عيناه ، فلما كان من الغد أتيته قال : ( ألاقي منك اليوم مثل ما لاقيت منك امس ) .
أخرج ابن سعد عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخّر الإفاضة من عرفة ، من أجل أسامة بن زيد ينتظره ، فجاء غلام أفطس أسود ( هو أسامة) فقال أهل اليمن : إنما حبسنا من أجل هذا ؟!
جعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في النزع الأخير يضع يديه عليه ويرفعهما . قال أسامة : فعرفت أنه يدعو لي .
سكن مدة في قرية من قرى دمشق اسمها ( المزّة ) ثم انتقل إلى المدينة ، فمات بها سنة (54) و قيل سنة ( 58) أو ( 59) و قد بلغ عمره نيفا وستين سنة.
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت : عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ جبهتَهُ ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ ).
كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من كان يُحِبُّ الله ورسوله ، فليحبَّ أسامة).
وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن ، اشتراها بخمسين ديناراً ، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على المنبر للجمعة ، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده). [1].
وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام ، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره ، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ،
فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون ، وكان ذلك في مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأخير ، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في امرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار !. فحمدالله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم- أيها الناس ، أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في امارته لقد قلتم في امارة أبيه من قبله ، وانه لخليق بالامارة ، وان كان أبوه لخليقا لها ).
فأسرع الناس في جهازهم ، وخرج أسامة والجيش ، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى ، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-). وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له :
( يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن ). فرد أبوبكر والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة ).
ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل ). ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم ،وعاد الجيش بلا ضحايا ، وقال المسلمون عنه ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة ).
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية التزم أسامة حيادا مطلقا ، كان يحب عليا كثيرا ويبصر الحق بجانبه ، ولكن كيف يقتل من قال لا اله الا الله.
وقد لامه الرسول في ذلك سابقا!. فبعث الى علي يقول له انك لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه ، ولكن هذا أمر لم أره).
ولزم داره طوال هذا النزاع ، وحين جاءه البعض يناقشونه في موقفه قال لهم لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا). فقال أحدهم لهألم يقل الله : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟). فأجاب أسامة أولئك هم المشركون ، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله ).
وفي العام الرابع والخمسين من الهجرة ، وفي أواخر خلافة معاوية ، أسلم -رضي الله عنه- روحه الطاهرة للقاء ربه ، فقد كان من الأبرار المتقين.فمات بالمدينة وهو ابن ( 75 )
فرضى الله عنه وأرضاه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وحبّه وابن حبّه ، ولم يعرف غير الإسلام ، لأنه ولد بعد البعثة ، وعاش في كنف النبي عليه الصلاة والسلام .
قال أسامة ، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأخذني فيقعدني على فخذه ، ويقعد الحسن بن علي على فخذه اليسرى ، ثم يضمنا ، ثم يقول : ( اللهم إنّي ارحمهما فارحمهما ) وفي رواية : ( اللهم أنّي أحبهما فأحبهما ) .
حمله أبوه زيد إلى المدينة مع أمه أم أيمن بعد الهجرة النبوية إليها ، إذ بعثه الرسول مع مولاه أبي رافع لإحضار من خلف في مكة من أهله ، ورده الرسول في غزوة أحد لصغر سنه
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا لم يغز يعطيه سلاحه ، أو يعطي سلاحه عليا رضي الله عنهما .
لمّا استشاره النبي صلى الله عليه وسلم في حادثة الإفك ، أثنى على أم المؤمنين عائشة خيرا ، وقال : يا رسول الله أهلك ، وما نعلم منهم إلاّ خيرا ، وهذا الكذب والباطل .
كان يردفه الرسول صلى الله عليه وسلم على دابته .
خرج مع سرية بعثها الرسول صلى الله عليه وسلم إلى حيّ من جهينة يقال له : ( الحرقة ) وكان ممن ثبت مع الرسول في حنين .
كان كثير البر بأمه ، ما تطلب منه شيئا يستطيعه إلاّأحضره لها .
قال أسامة : لمّا قتل أبي ( أي زيد ) أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فلما رآني دمعت عيناه ، فلما كان من الغد أتيته قال : ( ألاقي منك اليوم مثل ما لاقيت منك امس ) .
أخرج ابن سعد عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخّر الإفاضة من عرفة ، من أجل أسامة بن زيد ينتظره ، فجاء غلام أفطس أسود ( هو أسامة) فقال أهل اليمن : إنما حبسنا من أجل هذا ؟!
جعل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو في النزع الأخير يضع يديه عليه ويرفعهما . قال أسامة : فعرفت أنه يدعو لي .
سكن مدة في قرية من قرى دمشق اسمها ( المزّة ) ثم انتقل إلى المدينة ، فمات بها سنة (54) و قيل سنة ( 58) أو ( 59) و قد بلغ عمره نيفا وستين سنة.
عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت : عثَرَ أسامة على عتبة الباب فشَجَّ جبهتَهُ ، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمصُّ شجّته ويمجُّه ويقول لو كان أسامة جارية لكسوتُهُ وحلّيتُهُ حتى أنفِقَهُ ).
كما قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- ما ينبغي لأحد أن يُبغِضَ أسامة بن زيد بعدما سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول من كان يُحِبُّ الله ورسوله ، فليحبَّ أسامة).
وقد اشترى الرسول -صلى الله عليه وسلم- حَلّةً كانت لذي يَزَن ، اشتراها بخمسين ديناراً ، ثم لبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وجلس على المنبر للجمعة ، ثم نزل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكسا الحُلّة أسامة بن زيد.
بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعثاً فأمر عليهم أسامة بن زيد ، فطعن بعض الناس في إمارته فقال -صلى الله عليه وسلم-إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبل ، وأيمُ الله إن كان لخليقاً للإمارة ، وإن كان لمن أحب الناس إليّ ، وإن هذا لمن أحب الناس إليّ بعده). [1].
وبعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد بن حارثة الى الشام ، وهو لم يتجاوز العشرين من عمره ، وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين ،
فتجهز الناس وخرج مع أسامة المهاجرون الأولون ، وكان ذلك في مرض الرسول -صلى الله عليه وسلم- الأخير ، فاستبطأ الرسول الكريم الناس في بعث أسامة وقد سمع ما قال الناس في امرة غلام حدث على جلة من المهاجرين والأنصار !. فحمدالله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم- أيها الناس ، أنفذوا بعث أسامة ، فلعمري لئن قلتم في امارته لقد قلتم في امارة أبيه من قبله ، وانه لخليق بالامارة ، وان كان أبوه لخليقا لها ).
فأسرع الناس في جهازهم ، وخرج أسامة والجيش ، وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى ، وتولى أبو بكر الخلافة وأمر بانفاذ جيش أسامة وقال ما كان لي أن أحل لواء عقده رسول الله -صلى الله عليه وسلم-). وخرج ماشيا ليودع الجيش بينما أسامة راكبا فقال له :
( يا خليفة رسول الله لتركبن أو لأنزلن ). فرد أبوبكر والله لا تنزل ووالله لا أركب ، وما علي أن أغبر قدمي في سبيل الله ساعة ).
ثم استأذنه في أن يبقى الى جانبه عمر بن الخطاب قائلا له ان رأيت أن تعينني بعمر فافعل ). ففعل وسار الجيش وحارب الروم وقضى على خطرهم ،وعاد الجيش بلا ضحايا ، وقال المسلمون عنه ما رأينا جيشا أسلم من جيش أسامة ).
وعندما نشبت الفتنة بين علي ومعاوية التزم أسامة حيادا مطلقا ، كان يحب عليا كثيرا ويبصر الحق بجانبه ، ولكن كيف يقتل من قال لا اله الا الله.
وقد لامه الرسول في ذلك سابقا!. فبعث الى علي يقول له انك لو كنت في شدق الأسد ، لأحببت أن أدخل معك فيه ، ولكن هذا أمر لم أره).
ولزم داره طوال هذا النزاع ، وحين جاءه البعض يناقشونه في موقفه قال لهم لا أقاتل أحدا يقول لا اله الا الله أبدا). فقال أحدهم لهألم يقل الله : وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله ؟). فأجاب أسامة أولئك هم المشركون ، ولقد قاتلناهم حتى لم تكن فتنة وكان الدين لله ).
وفي العام الرابع والخمسين من الهجرة ، وفي أواخر خلافة معاوية ، أسلم -رضي الله عنه- روحه الطاهرة للقاء ربه ، فقد كان من الأبرار المتقين.فمات بالمدينة وهو ابن ( 75 )
فرضى الله عنه وأرضاه حب رسول الله صلى الله عليه وسلم ..