الخوف مانع من العدل
كان الحجاج بن يوسف الثقفى – وهو معروف بظلمه عندما كان أمير العراق لبنى أمية – قد استعمل مالك بن أسماء بن خارجة على الجزيرة ، ثم بلغ الحجاج عنه شىء أغضبه ، فأراد الانتقام منه ، فدعى ناسا من الجزيرة وأمرهم أن يتكلموا عن أميرهم مالك بأنه ظالم ويأخذ أموالهم ونحو ذلك ، فأتى القوم عند الحجاج وعنده مالك ، فأمرهم الحجاج بالكلام ، فتكلم شيخ منهم فأثنى على مالك بالخير ونعته بحسن السيرة ، فضربه الحجاج مائة سوط ، فقال الباقون: كذب الشيخ ، بل كان يظلمنا ويأخذ أموالنا ، فقال مالك: أيها الأمير ، إن مثلى ومثلك بأن زعموا أن أسدا وذئبا وثعلبا ، اصطادوا حمار وحشى ، وظبيا ، وأرنبا ، فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا واعدل ، فقال الذئب: لك الحمار ، ولى الظبى ، وللثعلب الأرنب ، فضرب الأسد وقطع رأسه ووضعه بين يديه ، وقال للثعلب: اقسم بيننا واعدل ، فقال: الحمار لك تتغدى به ، والظبى تتعشى به ، والأرنب تتفكه بها فيما بين الغداء والعشاء ، قال الأسد: ما أعدلك فى القسمة! من علمك هذا؟ قال: الرأس الذى بين يديك ، فضحك الحجاج ، ورَدّ مالك إلى إمرة بلاد الجزيرة.
كان الحجاج بن يوسف الثقفى – وهو معروف بظلمه عندما كان أمير العراق لبنى أمية – قد استعمل مالك بن أسماء بن خارجة على الجزيرة ، ثم بلغ الحجاج عنه شىء أغضبه ، فأراد الانتقام منه ، فدعى ناسا من الجزيرة وأمرهم أن يتكلموا عن أميرهم مالك بأنه ظالم ويأخذ أموالهم ونحو ذلك ، فأتى القوم عند الحجاج وعنده مالك ، فأمرهم الحجاج بالكلام ، فتكلم شيخ منهم فأثنى على مالك بالخير ونعته بحسن السيرة ، فضربه الحجاج مائة سوط ، فقال الباقون: كذب الشيخ ، بل كان يظلمنا ويأخذ أموالنا ، فقال مالك: أيها الأمير ، إن مثلى ومثلك بأن زعموا أن أسدا وذئبا وثعلبا ، اصطادوا حمار وحشى ، وظبيا ، وأرنبا ، فقال الأسد للذئب: اقسم بيننا واعدل ، فقال الذئب: لك الحمار ، ولى الظبى ، وللثعلب الأرنب ، فضرب الأسد وقطع رأسه ووضعه بين يديه ، وقال للثعلب: اقسم بيننا واعدل ، فقال: الحمار لك تتغدى به ، والظبى تتعشى به ، والأرنب تتفكه بها فيما بين الغداء والعشاء ، قال الأسد: ما أعدلك فى القسمة! من علمك هذا؟ قال: الرأس الذى بين يديك ، فضحك الحجاج ، ورَدّ مالك إلى إمرة بلاد الجزيرة.