مدرسة أبو راشد الإعدادية المشتركة



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

مدرسة أبو راشد الإعدادية المشتركة

مدرسة أبو راشد الإعدادية المشتركة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
مدرسة أبو راشد الإعدادية المشتركة

مدير المدرسة / رمضان فتحى جادالله


    أفلا يتدبرون القرآن؟!

    avatar


    تاريخ التسجيل : 01/01/1970

    أفلا يتدبرون القرآن؟! Empty أفلا يتدبرون القرآن؟!

    مُساهمة   الخميس يوليو 22, 2010 12:11 pm

    أفلا يتدبرون القرآن؟!

    العناصر:
    1- مقدمة.
    2- هل هو من عند الله؟
    3- في القرآن جميع العلوم النافعة.
    4- كيفية التدبر ووسائله.
    5- ثمرات التدبر
    6- صوارف التدبر.
    7- أيهما أفضل؟
    8- الاقتصاد في قراءة القرآن.
    9- من هم أهل القرآن؟
    10- بأي شيء نبدأ؟


    الحمد لله علم القرآن، وجعله في أعلا درجات البيان، وحفظه من الزيادة والنقصان، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، تعهد بحفظ حروف كتابه؛ فلا يزال محفوظًا في الصدور والأوراق، وبحفظ معانيه فلا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد:

    مقدمة
    فإن "القرآن في البيان والهداية كالروح في الجسد، والأثير في المادة، والكهرباء في الكون، تُعرف هذه الأشياء بمظاهرها وآثارها، ويعجز العارفون عن بيان كنهها وحقيقتها"(1)، فكذلك القرآن سر من الأسرار، أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض، وليس على العقول والأفئدة شيء ألذ من تكشف هذه الأسرار، وإزاحة الأستار، وهي لا تظهر إلا بتدبر وتفكر، وتأمل ونظر.
    قرآن مركب من "ألفاظ؛ إذا اشتدت فأمواج البحار الزاخرة، وإذا هي لانت فأنفاس الحياة الآخرة، تذكُرُ الدنيا فمنها عمادها ونظامها، وتصف الآخرة فمنها جنتها وناره(2)، ومتى وعدت مِنْ كَرَمِ الله جعلتِ الثُّغورَ تضحكُ في وجوه الغيوب، وإن أوعدت بعذاب الله جعلت الألسنة ترعُدُ من حَمَى(3) القلوب"(4).
    فيه معاني أعذب وأطيب من الماء البارد الحلو للعطشان، وأرق من نسيم الجنان، هي نور يضيء للمؤمنين طريق الحياة ليصلوا إلى بر الأمان، أعظم من نور الشمس للأكوان.
    ولقد صدق من قال:

    وكتاب ربك إن في نفحاته *** مِنْ كُلِّ خيرٍ فوقَ ما يُتوقع
    نورُ الوجودِ وأُنسُ كلِّ مُرَوَّعٍ *** بِكروبِه ضاق الفضاءُ الأوسع
    والعاكفون عليه هم جلساء من *** لجلاله كُلُّ العوالم تخشع
    فادْفِن همومك في ظِلال بيانه *** تَحْلُ الحياةُ وتطمئن الأضلع
    فبكل حرف من عجائب وحيه *** نبأٌ يُبشِّر، أو نذيرٌ يقْرعُ قال جرير بن عبد الله البجلي: "أوصيكم بتقوى لله، وأوصيكم بالقرآن؛ فإنه نور بالليل المظلم، وهدى بالنهار، فاعملوا به على ما كان من جهد وفاقة، فإن عرض بلاء فقدِّمْ مالك دون دينك، فإن تجاوز البلاء -أي زاد، ولم يدفعه المال- فقدم مالك ونفسك دون دينك؛ فإن المخروب من خَرُب دينُه، والمسلوب من سُلِب دينُه، واعلم أنه لا فاقة بعد الجنة، ولا غنى بعد النار"(5).
    يرفع الله بهذا القرآن أقوامًا ويضع به آخرين؛ فعن نافع بن عبد الحارث أنه استناب مولاه عبدَ الرحمن بنَ أبزى على مكة لما خرج للقاء عمر في عُسفان، فقال عمر لنافع: من استخلفت على أهل الوادي؟ -يعني مكة-، قال: ابنَ أبزى، فقال عمر: ومن ابنُ أبزى؟! فَقَالَ: مَوْلًى مِنْ مَوَالِينَا, فَقَالَ: اسْتَخْلَفْت عَلَيْهِمْ مَوْلًى؟! فقال: إنه عالم بالفرائض، قارئ لكتاب الله؛ فقال عمر: إما إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: ((إن هذا القرآن يرفع الله به أقوامًا، ويضع به آخرين))(6).
    إن أجمل حديث وأشرفه، وأحسن مجلس وأطيبه، ما كان في القرآن الكريم، كلام الله، وحديثنا اليوم عن تدبر القرآن، وهو أعظم مقصود نزل لأجله القرآن، قال تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (29)} [سورة ص 38/29].

    هل هو من عند الله؟
    سؤال غريب حقًا، غريب أن يصدر من مسلم، على أناس مسلمين، وهل فينا من يشك في أن القرآن من عند الله؟!
    كلا، بحمد الله، ليس فينا من يشك في ذلك، ولكننا نريد أن نستخرج من القرآن ما يدل على هذه القضية دلالة قاطعة، لا يداخلها شك؛ لتكون حجة لنا أمام المنكرين، أو المتشككين، أو الطاعنين.
    إن كل سورة في القرآن، بل كل كلمة، بل كل حرف يدل على أنه من عند الله، إن المسلم تصيبه الحيرة حين يريد أن يستدل على أن هذا القرآن من عند الله! أرأيت لو أن الشمس طالعة، والجو صحو، ليس به غيم، فقال لك رجل مبصر: ما الدليل على أن النهار موجود، وأن الشمس مشرقة؟ فهل تجد حجة أعظم من أن تقول: ألا تنظر بعيني رأسك؟!
    وهكذا القرآن، وجوده دليل على من نزل من عنده، وتكلم به، قراءتك له، وتدبرك لمعانيه يكفيك لتعرف أنه من عند الله، كم قصةً قرأتها فأعجبتك، ثم لم تجد في نفسك ما يشدك لأن تقرأها مرة أخرى، ولو أنك قرأتها مرة ثانية، لم تجد ما يشدك لأن تقرأها ثالثة، أما القرآن، فلا يزداد إلا حلاوة كلما عدنا إليه، في كل قراءة تجد من اللذة والأنس ما لم تحس به قبل ذلك.
    فمن سأل هل القرآن من عند الله؟ فيكفينا أن نقول له: ألا تفكر بعقلك؟! وتنظر ببصيرتك؟! كما قال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟! وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82)} [سورة النساء 4/82]، وقال تعالى: {أفلم يدبروا القول} أي: أفلم يتفكروا في القرآن، ويتأملوه ويتدبروه، فلو أنهم فعلوا لعلموا أنه من عند الله حقًا، وأنه لا يمكن لبشر أيًا كان أن يأتي بمثله.
    ومع هذا فإن الأدلة على أنه من عند الله كثيرة بحمد الله، ومتنوعة، ومن أعظمها في هذا الزمان ما ظهر من الأبحاث العلمية المبنية على التجارب الحسية، والتي توافقت مع القرآن وتطابقت معه.
    ولن أذكر شيئًا من هذه الأبحاث؛ فلها مجالها الخاص، ولأنها مبنية على معرفة هذه الأبحاث والاطلاع عليها، والتأكد من صحتها، ولكني سأذكر لكم شيئًا واحدًا، يستطيع أن يدركه كل عاقل، ويفهمه كل شخص يمتلك أدنى درجات التفكير، وهو: أن "تسأل التاريخ؛ كم مرةً تنكَّر الدهر لدول الإسلام، وتسلط الفجار على المسلمين، فأثخنوا فيهم القتل، وأكرهوا أممًا منهم على الكفر، وأحرقوا الكتب، وهدموا المساجد، وصنعوا ما يكفي القليلُ منه لضياع هذا القرآن كُلاً أو بعضًا، كما فُعِل بالكتب قبله"(7)، فهل ضاع شيء من القرآن؟ وهل فقد منه شيء؟ وهل فقد شيء من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
    بل سلوا صحف الأخبار اليومية، وطالعوا حوادث الساعة في زماننا هذا؛ كم من القناطير المقنطرة من الذهب والفضة تنفق في كل عام لمحو القرآن، وصد الناس عن الإسلام بالتضليل والبهتان، والخِداع والإغراء، ثم لا يظفر أهلها من وراء ذلك إلا بما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36)} [سورة الأنفال 8/36]، هل تعلمون أمةً أضعفُ من أمة الإسلام؟ هل تعلمون دمًا في هذا الزمان أرخصُ من دم المسلم، وأرضًا استبيحت كما استبيحت أرض المسلمين؟، وهل تعلمون قوة أرضية هي أقوى من قوة الكفار، واقتصادًا أقوى من اقتصادهم، وساسة أدهى من ساستهم؟ قد اجتمعت في أيديهم قوة السلاح، والاقتصاد، والسياسة، والكلمة والدعاية، ومع هذا كله فإنا نقول لهم بكل ثقة وثبات: حاولوا أمرين اثنين، أو أحدهما إن عجزتم عنهما معًا، ونحن نؤمِنُ لكم، ونترك ديننا لأجلكم، ونؤمن بقرآنكم الجديد:
    أول هذين الأمرين: أن يحرفوا القرآن، ويمحوه عن وجه الأرض، ولن يستطيعوا أن يفعلوا، أتدرون لماذا؟ لأن الذي يمسك القرآن أن يزول ويحرَّف، هو الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا، هل يستطيعون أن يأتوا بالشمس من المغرب، وهي تخرج من المشرق؟ كلا، فكذلك لا يستطيعون أن يحرفوا القرآن، ويمحوه عن وجه الأرض، وصدق الله: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)} [سورة التوبة 9/33].
    وثاني هذين الأمرين: أن يأتوا بمثل هذا القرآن، وباب التحدي مفتوح، منذ أن نَزلَ القرآن والناس يعيشون حياة بسيطة، لم ينفتح عليهم من زينة الدنيا وزخارفها وحلاوتها وقوتها، ما انفتح في هذا الزمان، إلى أن نَثَرتِ الدنيا من زينتها وبهائها وزخارفها وفتنتها ما لم يره من قبلنا، وباب التحدي مفتوح {أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ؟! قُلْ فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (38)} [سورة يونس 10/38].
    ولعلكم سمعتم بمحاولتهم البائسة، إنها مُضحكةٌ فعلاً، إن أصغر حافظ للقرآن يستطيع أن يرد عليهم، بل إن أقل مسلم عامي لا يقرأ ولا يكتب، لا يستطيعون أن يروجوا عليه قرآنهم.
    ولكن! هل يعني هذا أن ننام، وأن نتكل على هذه العناية الإلهية، ونترك السعي لحفظ القرآن، والذود عن حياضه الشريفة؟ كلا، إنما يُحفظ القرآن ويُنصر بقوم يحبون الله ويحبهم، يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم.

    في القرآن جميع العلوم النافعة.
    قال مسروق: "من سره أن يعلم علم الأولين والآخرين، وعلم الدنيا والآخرة فليقرأ سورة الواقعة".
    قال الذهبي معلقًا على هذا القول: "هذا قاله مسروق على المبالغة؛ لعِظَمِ ما في السورة من جُمَلِ أمور الدارين، ومعنى قوله "فليقرأ الواقعة": أي بتدبر وتفكر وحضور، ولا يكن كمثل الحمار يحمل أسفارًا"(Cool.
    وقال يحيى بن عمار: "العلوم خمسة: عِلمٌ هو حياة الدين، وهو علمُ التوحيد، وعِلمٌ هو قوت الدين، وهو العِظَةُ والذكر، وعلمٌ هو دواءُ الدين، وهو الفقه، وعلمٌ هو داءُ الدين، وهو أخبار ما وقع بين السلف -يعنى من النزاع، والقتال والخصام- وعلم هو هلاك الدين، وهو الكلام"(9).
    وهذه العلوم الثلاثة كلها في القرآن الكريم؛ ففيه علم التوحيد، وعلم الوعظ والذكر، وعلم الفقه.
    قال تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89)} [سورة النحل 16/89].

    كيفية التدبر ووسائله.
    لقد حثنا الله على تدبر كتابه، وتأمل ما فيه من الآيات والحجج، والحقائق والعلوم، فقال تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟! وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً (82)} [سورة النساء 4/82]، وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ؟ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا؟! (24)} [سورة محمد 47/24]، إن التدبر في القرآن يكون في التأمل بمعانيه، وتحديق الفكر فيه، وفي مبادئه وعواقبه، ولوازم ذلك.
    وقال تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (2)} [سورة يوسف 12/2]، فالمقصود من جعله عربيًا بينًا ليحصل لنا العقل والاهتداء بفهمه وتدبره، ومن لم يفهم لم يتدبر، قال الحسن البصري: "ما أنزل الله من آية إلا وهو يحب أن يعلم فيما أنزلت، وماذا عُني بها".
    ومن أهم الوسائل التي تعين على التدبر:
    1- تفريغ القلب من الانشغال بغير الله، والتفكر في غير كتابه، فاقرأ القرآن وقلبك فارغ من كل شيء إلا من الله، ومحبته، والرغبة في فهم كلامه، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ (37)} [سورة ق 50/37].
    2- الترتيل عند قراءة القرآن، وتحسين الصوت به، وتحزينه، فإنه معين على التدبر والتأمل، ولهذا يجد الإنسان من نفسه حب سماع القرآن حين يقرأ به القارئ الماهر، ذو الصوت الحسن، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وقف مرة يستمع لقراءة أبي موسى، وقال إنك قد أعطيت مزمارًا من مزامير آل دواد.
    ومعرفة التجويد وضبط قراءة القرآن على شيخ متقن، من أهم الأمور التي تعين على الترتيل؛ لأن التجويد هو إعطاء الحروف حقها ومستحقها، وإنما يكون ذلك بتعلم كيفية القراءة الصحيحة.
    3- استشعار عظمة الله، وأنه يكلمك بهذا القرآن، حتى كأنك تسمعه منه الآن، قال سلْم الخواص: "قلت لنفسي: اقرئي القرآن كأنك سمعتيه من الله حين تكلم به؛ فجاءت الحلاوة"(10). أي أنه لما استشعر هذا المعنى، وحمل نفسه على التفكر بهذا الفكر أحس بحلاوة القرآن، ولهذا روي عن علي أنه قال: "إذا أردتُ

      الوقت/التاريخ الآن هو الثلاثاء يوليو 09, 2024 7:07 am